فصل: قصيدة: هلْ رسمُ دارسةِ المقامِ، يبابِ

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: ديوان حسان بن ثابت الأنصاري




.قصيدة: عفتْ ذاتُ الأصابعِ فالجواءُ

عفتْ ذاتُ الأصابعِ فالجواءُ ** إلى عذراءَ منزلها خلاءُ

دِيَارٌ مِنْ بَني الحَسْحَاسِ قَفْرٌ ** تعفيها الروامسُ والسماءُ

وكانَتْ لا يَزَالُ بِهَا أنِيسٌ ** خِلالَ مُرُوجِهَا نَعَمٌ وَشَاءُ

فدعْ هذا، ولكن منْ لطيفٍ ** يُؤرّقُني إذا ذَهَبَ العِشاءُ

لشعثاءَ التي قدْ تيمتهُ ** فليسَ لقلبهِ منها شفاءُ

كَأنّ سَبِيئَةً مِنْ بَيْتِ رَأسٍ ** يَكُونُ مِزَاجَهَا عَسَلٌ وَمَاءُ

عَلى أنْيَابهَا، أوْ طَعْمَ غَضٍّ ** منَ التفاحِ هصرهُ الجناءُ

إذا ما الأسرباتُ ذكرنَ يوماً ** فَهُنّ لِطَيّبِ الرَاحِ الفِدَاءُ

نُوَلّيَها المَلامَةَ، إنْ ألِمْنَا ** إذا ما كانَ مغثٌ أوْ لحاءُ

ونشربها فتتركنا ملوكاً ** وأسداً ما ينهنهنا اللقاءُ

عَدِمْنَا خَيْلَنا، إنْ لم تَرَوْهَا ** تُثِيرُ النَّقْعَ، مَوْعِدُها كَدَاءُ

يُبَارِينَ الأعِنّةَ مُصْعِدَاتٍ ** عَلَى أكْتافِهَا الأسَلُ الظِّماءُ

تَظَلُّ جِيَادُنَا مُتَمَطِّرَاتٍ ** تلطمهنّ بالخمرِ النساءُ

فإما تعرضوا عنا اعتمرنا ** وكانَ الفَتْحُ، وانْكَشَفَ الغِطاءُ

وإلا، فاصبروا لجلادِ يومٍ ** يعزُّ اللهُ فيهِ منْ يشاءُ

وَجِبْرِيلٌ أمِينُ اللَّهِ فِينَا ** وَرُوحُ القُدْسِ لَيْسَ لَهُ كِفَاءُ

وَقَالَ اللَّهُ: قَدْ أرْسَلْتُ عَبْداً ** يقولُ الحقَّ إنْ نفعَ البلاءُ

شَهِدْتُ بِهِ، فَقُومُوا صَدِّقُوهُ! ** فقلتمْ: لا نقومُ ولا نشاءُ

وَقَالَ اللَّهُ: قَدْ يَسّرْتُ جُنْداً ** همُ الأنصارُ، عرضتها اللقاءُ

لنا في كلّ يومٍ منْ معدٍّ ** سِبابٌ، أوْ قِتَالٌ، أوْ هِجاءُ

فنحكمُ بالقوافي منْ هجانا ** ونضربُ حينَ تختلطُ الدماءُ

ألا أبلغْ أبا سفيانَ عني ** فأنتَ مجوفٌ نخبٌ هواءُ

وأن سيوفنا تركتك عبدا ** وعبد الدار سادتها الإماء

كَأنّ سَبِيئَةً مِنْ بَيْتِ رَأسٍ ** تُعفيِّها الرّوَامِسُ والسّمَاءُ

هجوتَ محمداً، فأجبتُ عنهُ ** وعندَ اللهِ في ذاكَ الجزاءُ

أتَهْجُوهُ، وَلَسْتَ لَهُ بكُفْءٍ ** فَشَرُّكُما لِخَيْرِكُمَا الفِداءُ

هجوتَ مباركاً، براً، حنيفاً ** أمينَ اللهِ، شيمتهُ الوفاءُ

فَمَنْ يَهْجُو رَسُولَ اللَّهِ مِنْكُمْ ** ويمدحهُ، وينصرهُ سواءُ

فَإنّ أبي وَوَالِدَهُ وَعِرْضي ** لعرضِ محمدٍ منكمْ وقاءُ

فإما تثقفنّ بنو لؤيٍ ** جُذَيْمَةَ، إنّ قَتْلَهُمُ شِفَاءُ

أولئكَ معشرٌ نصروا علينا ** ففي أظفارنا منهمْ دماءُ

وَحِلْفُ الحارِثِ بْن أبي ضِرَارٍ ** وَحِلْفُ قُرَيْظَةٍ مِنّا بَرَاءُ

لساني صارمٌ لا عيبَ فيهِ ** وَبَحْرِي لا تُكَدِّرُهُ الّدلاءُ

.قصيدة: وأَحسنُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني

وأَحسنُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني ** وَأجْمَلُ مِنْكَ لَمْ تَلِدِ النّسَاءُ

خلقتَ مبرأً منْ كلّ عيبٍ ** كأنكَ قدْ خلقتَ كما تشاءُ

.قصيدة: هلْ رسمُ دارسةِ المقامِ، يبابِ

هلْ رسمُ دارسةِ المقامِ، يبابِ ** متكلكٌ لمسائلٍ بجوابِ

ولَقَدْ رَأيْتُ بِهَا الحُلولَ يَزِينُهُمْ ** بِيضُ الوُجُوهِ ثَوَاقِبُ الأحْسَابِ

فدعِ الديارَ وذكرَ كلّ خريدةٍ ** بَيْضَاءَ، آنِسَةِ الحدِيثِ، كَعَابِ

واشْكُ الهُمُومَ إلى الإلهِ وَمَا تَرَى ** مِنْ مَعْشَرٍ مُتَألَبِينَ غِضَابِ

أمُّوا بِغَزْوِهِمِ الرّسُولَ، وألّبُوا ** أهْلَ القُرَى، وَبَوَادِيَ الأعْرَابِ

جَيْشٌ، عُيَيْنَةُ وَابنُ حَرْبٍ فيهِم ** متخمطينَ بحلبةِ الأحزابِ

حتّى إذا وَرَدُوا المَدينةَ وارتَجَوْا ** قَتْلَ النّبيّ وَمَغْنَمَ الأسْلابِ

وَغَدَوْا عَلَيْنَا قَادِرِينَ بأيْدِهِمْ ** ردوا بغيظهمِ على الأعقابِ

بهُبُوبِ مُعصِفَةٍ تُفَرِّقُ جَمْعَهُمْ ** وجنودِ ربكَ سيدِ الأربابِ

وكفى الإلهُ المؤمنينَ قتالهمْ ** وَأثَابَهُمْ في الأجْرِ خَيْرَ ثَوَابِ

مِنْ بَعدِ ما قَنَطوا، فَفَرّجَ عَنهُمُ ** تنزيلُ نصّ مليكنا الوهابِ

وَأقَرَّ عَيْنَ مُحَمّدٍ وَصِحابِهِ ** وأذلَّ كلَّ مكذبٍ مرتابِ

مُسْتَشْعِرٍ لِلْكُفْرِ دونَ ثِيابِهِ ** والكفرُ ليسَ بطاهرِ الأثوابِ

عَلِقَ الشّقَاءُ بِقَلْبِهِ، فَأرَانَهُ ** في الكُفْرِ آخِرَ هذِهِ الأحْقَاب

.قصيدة: عرفتَ ديارَ زينبَ بالكثيبِ

عرفتَ ديارَ زينبَ بالكثيبِ ** كخطّ الوحيِ في الرقّ القشيبِ

تعاورها الرياحُ وكلُّ جونٍ ** مِنَ الوَسْمِيّ مُنْهَمِرٍ سَكُوبِ

فأمْسَى رَسْمُها خَلَقاً، وأمْسَتْ ** يَبَاباً بَعْدَ سَاكِنِها الحَبيبِ

فَدَعْ عَنكَ التذكّرَ كلَّ يومٍ ** وَرُدَّ حَرارةَ الصّدْرِ الكَئيبِ

وَخَبّرْ بالّذي لا عَيْبَ فيهِ ** بصدقٍ، غيرِ إخبارِ الكذوبِ

بمَا صَنَعَ المَلِيكُ غَدَاةَ بَدْرٍ ** لنا في المشركينَ منَ النصيبِ

غداةَ كأنّ جمعهمُ حراءٌ ** بَدَتْ أرْكَانُهُ جِنْحَ الغُرُوبِ

فَوَافَيْنَاهُمُ مِنّا بِجَمْعٍ ** كَأُسْدِ الغابِ: مُرْدانٍ وَشِيبِ

أمَامَ مُحَمّدٍ قَدْ آزَرُوهُ ** عَلى الأعْدَاءِ في لَفْحِ الحُروبِ

بأيديهمْ صوارمُ مرهفاتٌ ** وكلُّ مجربٍ خاظي الكعوبِ

بنو الأوسِ الغطارفُ آزرتها ** بَنُو النّجّارِ في الدّين الصّلِيبِ

فغادرنا أبا جهلٍ صريعاً ** وعتبةَ قدْ تركنا بالجبوبِ

وشيبةَ قدْ تركنا في رجالٍ ** ذوي حسبٍ، إذا نسبوا، نسيبِ

يناديهمْ رسولُ اللهِ، لما ** قذفناهمْ كباكبَ في القليبِ

ألمْ تَجِدُوا حديثي كانَ حَقَّاً ** وأمرُ اللهِ يأخذُ بالقلوبِ

فَما نَطَقُوا، ولَو نَطَقوا لَقالوا: ** صَدَقْتَ وكُنْتَ ذا رَأيٍ مُصِيبِ

.قصيدة: تطاولَ بالجمانِ ليلي فلمْ تكنْ

تطاولَ بالجمانِ ليلي فلمْ تكنْ ** تهمُّ هوادي نجمهِ أن تصوبا

أبيتُ أراعيها كأني موكلٌ ** بها لا أُريدُ النّوْمَ حَتّى تَغَيّبَا

إذا غارَ منها كوكبٌ بعدَ كوكبٍ ** تُرَاقِبُ عَيْني آخِرَ اللَّيلِ كَوْكبا

غَوَائِرُ تَتْرَى من نجُومٍ تَخَالُها ** مَعَ الصّبْحِ تَتْلُوها زَوَاحِفَ لُغَّبا

أخَافُ مُفَاجَاةَ الفِرَاقِ بِبَغْتَةٍ ** وصرفَ النوى من أن تشتّ وتشعبا

وأيقنتُ لما قوضَ الحيُّ خيمهمْ ** بِرَوْعاتِ بَيْنٍ تَترُك الرّأسَ أشْيَبَا

وَأسْمَعَكَ الدّاعي الفَصِيحُ بفُرْقَةٍ ** وقدْ جَنَحَتْ شمسُ النّهارِ لِتَغْرُبا

وَبيّنَ في صَوْتِ الغُرَابِ اغتِرَابُهُمْ ** عَشِيّةَ أوْفَى غُصْنَ بانٍ، فَطَرّبَا

وَفي الطّيرِ بالعَلْيَاءِ إذ عَرَضَتْ لَنَا ** وَمَا الطّيرُ إلاّ أن تَمُرّ وَتَنْعَبَا

وكِدتُ غَداةَ البعينِ يَغْلِبُني الهوَى ** أُعَالِجُ نَفْسي أنْ أقُومَ فأرْكَبَا

وكيفَ ولا ينسى التصابيَ بعدما ** تجاوَزَ رَأسَ الأرْبَعينَ وَجَرّبَا

وقدْ بَانَ ما يأتي من الأمرِ، واكْتَسَتْ ** مَفَارِقُهُ لَوْناً مِنَ الشّيْبِ مُغْرَبا

أتجمعُ شوقاً إن تراختْ بها النوى ** وصداً، إذا ما أسقبتْ، وتجنبا

إذا أنبتّ أسبابُ الهوى، وتصدعتْ ** عَصَا البَينِ لم تسطِعْ لِشعثَاءَ مَطْلَبا

وكيْفَ تَصَدّي المرْءِ ذي اللبّ للصِّبَا ** وَلَيْسَ بمَعْذُورٍ، إذا ما تَطَرَّبَا

أطيلُ اجتناباً عنهمُ، غيرَ بغضةٍ ** وَلكِنّ بُقْيَا رَهْبَةٍ وَتَصَحُّبَا

ألا لا أرَى جاراً يُعلِّلُ نَفْسَهُ ** مطاعاً، ولا جاراً لشعثاءَ معتبا

.قصيدة: إن تمسِ دارُ ابنِ أروى منه خاليةً

إن تمسِ دارُ ابنِ أروى منه خاليةً ** بابٌ صَريعٌ وَبابٌ مُخرَقٌ، خَرِبُ

فقَدْ يُصَادِفُ بَاغي الخيرِ حاجَتَهُ ** فِيها ويَأوي إليها الذِّكرُ والحَسَبُ

يا أيّها النّاسُ أبْدُوا ذَاتَ أنفسِكُمْ ** لا يَسْتَوِي الصّدقُ عندَ اللَّهِ والكذِبُ

إلا تنيبوا لأمرِ اللهِ تعترفوا ** بغارةٍ عصبٍ منْ خلفها عصبُ

فيهمْ حبيبٌ شهابُ الحربِ يقدمهمْ ** مستلئماً قدْ بدا في وجههِ الغضبُ

.قصيدة: ما نقمتمْ من ثيابٍ خلفةٍ

ما نقمتمْ من ثيابٍ خلفةٍ ** وعبيدٍ، وإماءٍ، وذهبْ

قُلْتُمُ بَدّلْ، فَقَدْ بَدّلَكُمْ ** سَنَةً حَرّى، وحَرْباً كاللّهبْ

فَفَريقٌ هَالِكٌ مِنْ عَجَفٍ ** وَفَرِيقٌ كان أوْدَى، فَذَهَبْ

إذْ قتلتمْ ماجداً ذا مرةٍ ** وَاضِحَ السُّنّةِ مَعْرُوفَ النّسَبْ

.قصيدة: إذَا عَضَلٌ سِيقَتْ إلَيْنا كأنّهُمْ

إذَا عَضَلٌ سِيقَتْ إلَيْنا كأنّهُمْ ** جِدايَةُ شِرْكٍ، مُعلَماتُ الحواجِبِ

أقَمْنَا لكُمْ طَعْناً مُبيراً، مُنَكِّلاً ** وحزناكمُ بالضربِ من كلّ جانبِ

ولولا لواءُ الحارثيةِ أصبحوا ** يُباعونَ في الأسواقِ بَيْعَ الجَلائِبِ

يمصونَ أرصافَ السهامِ، كأنهمْ ** إذا هَبَطُوا سَهْلاً وِبَارٌ شَوَازِبُ

نُفَجّئُ عَنّا النُّاسَ حتّى كأنّما ** يلفحهمْ جمرٌ من النارِ ثاقبُ

.قصيدة: صَلّى الإلهُ على الّذِينَ تَتَابَعُوا

صَلّى الإلهُ على الّذِينَ تَتَابَعُوا ** يَوْمَ الرّجِيعِ، فأُكْرِمُوا وأُثِيبوا

رأسُ الكتيبةِ مرثدٌ وأميرهمْ ** زابنُ البكيرِ أمامهمْ وخبيبُ

وابنٌ لطارق، وابنُ دثنة فيهمِ ** وافاهُ ثمّ حمامهُ المكتوبُ

مَنَعَ المَقَادَةَ أنْ ينَالوا ظَهْرَهُ ** حتى يجالدَ، إنهُ لنجيبُ

والعاصمُ المقتولُ عندَ رجيعهمْ ** كسبَ المعالي، إنهُ لكسوبُ

.قصيدة: إنّي حَلَفْتُ يَمِيناً غيرَ كاذِبَةٍ

إنّي حَلَفْتُ يَمِيناً غيرَ كاذِبَةٍ ** لَوْ كَانَ للحارِثِ الجَفْنيّ أصْحَابُ

مِن جِذمِ غَسّانَ مُسْتَرْخٍ حمائلُهُمْ ** لا يغبقونَ من المعزى، إذا آبوا

وَلا يُذَادُونَ مُحْمَرَّاً عُيُونُهُمُ ** إذا تحضرَ عندَ الماجدِ البابُ

كانُوا إذا حضَرُوا شِيبَ العُقارُ لهمْ ** وَطِيفَ فِيهمْ بأكْوَاسٍ وأكْوَابِ

إذاً لآبُوا جميعاً، أوْ لكانَ لَهُمْ ** أسْرَى منَ القَوْمِ أوْ قَتْلَى وأسلابُ

لجالدوا حيثُ كان الموتُ أدركهمْ ** حتى يثوبوا لهم أسرى وأسلابُ

لكِنّه إنّما لاقَى بمأشَبَةٍ ** ليسَ لهمْ عنْدَ يوْم البأسِ أحْسابُ

.قصيدة: قالتْ لهً يوماً تخاطبهُ

قالتْ لهً يوماً تخاطبهُ ** نُفُجُ الحَقِيبَةِ، غَادَةُ الصُّلْبِ

أما الوسامةُ والمروءةُ، أوْ ** رَأيُ الرّجالِ فقدْ بداء، حَسْبي

فوددتُ أنكَ لوْ تخبرنا ** منْ والداكَ، ومنصبُ الشعبِ

فَضَحِكْتُ ثمّ رَفَعْتُ مُتّصِلاً ** صَوْتي أوَانَ المَنْطِقِ الشَّغْبِ

جَدّي أبُو لَيْلَى، وَوَالِدُهُ ** عَمْرُوٌ، وأخْوَالي بَنُو كَعْبِ

وأنا منَ القومِ الذينَ، إذا ** أزَمَ الشّتاءُ مُحالِفَ الجَدْبِ

أعْطَى ذَوُو الأموَال مُعسِرَهُم ** والضَّارِبِينَ بمَوْطِنِ الرُّعْبِ

.قصيدة: قَدْ تَعَفّى بَعْدَنا عاذِبُ

قَدْ تَعَفّى بَعْدَنا عاذِبُ ** مَا بهِ بَادَ وَلا قَارِبُ

غَيّرَتْهُ الرّيحُ تَسْفي بِهِ ** وَهَزيمٌ رَعْدُهُ وَاصِبُ

وَلَقَدْ كانَتْ تَكُونُ بِهِ ** طفلةٌ، ممكورةٌ، كاعبُ

وَكّلَتْ قَلبي بِذِكْرَتِهَا ** فالهوى لي فادحٌ، غالبُ

ليسَ لي منها مؤاسٍ، ولا ** بُدَّ ممّا يَجْلُبُ الجالِبُ

وكأنّي، حينَ أذْكُرُهَا ** مِنْ حُمَيّا قَهْوَةٍ شَارِبُ

أكَعَهْدي هَضْبُ ذي نَفَرٍ ** فَلِوَى الأعْرَافِ، فالضّارِبُ

فَلِوَى الخُرْبَةِ، إذْ أهْلُنَا ** كلَّ ممسىً، سامرٌ، لاعبُ

فابْكِ ما شِئْتَ على ما انْقَضَى ** كلُّ وصلٍ منقضٍ ذاهبُ

لَوْ يَرُدّ الدّمْعُ شَيْئاً لَقَدُ ** ردّ شيئاً دمعكَ الساكبُ

لم تكنْ سعدى لتنصفني ** قلما ينصفني الصاحبُ

كأخٍ لي لا أعاتبهُ ** وبما يستكثرُ العاتبُ

حَدّثَ الشّاهِدُ مِنْ قَوْلِهِ ** بالذي يخفي لنا الغائبُ

وَبَدَتْ مِنْهُ مُزَمَّلَةٌ ** حلمهُ في غيها ذاهبُ

.قصيدة: إذن واللهِ نرميهمْ بحربٍ

إذن واللهِ نرميهمْ بحربٍ ** تُشِيبُ الطّفلَ مِنْ قبْل المَشيبِ

.قصيدة: وفجعنا فيروزُ لا درَّ درهُ

وفجعنا فيروزُ لا درَّ درهُ ** بأبْيَضَ يَتْلُو المُحْكَمَاتِ مُنِيبِ

رءوفٍ على الأدنى، غليظٍ على العدا ** أخي ثقةٍ في النائباتِ، نجيبِ

متى ما يقلْ لا يكذبِ القولَ فعلهُ ** سريعٍ إلى الخَيْرَاتِ غَيْرِ قَطُوبِ

.قصيدة: وغبنا فلمْ تشهدْ ببطحاء مكةٍ

وغبنا فلمْ تشهدْ ببطحاء مكةٍ ** رجالَ بني كعبٍ تحزُّ رقابها

بأيْدي رِجَالٍ لمْ يَسُلّوا سُيُوفَهُمْ ** بِحَقٍّ، وقَتْلَى لمْ تُجَنّ ثِيَابُها

فيا ليتَ شِعْري! هلْ تَنالَنّ نُصْرَتي ** سُهَيْلَ بن عَمْروٍ، وخزُها وعِقَابُها

وصفوانَ عوداً حزّ من شفرِ استهِ ** فهذا أوانُ الحربِ شدّ عصابها

فلا تأمننا، يا ابنَ أمِّ مجالدٍ ** إذا لَقِحَتْ حَربٌ وأعصَلَ نَابُها

وَلَوْ شَهِدَ البَطحاءَ مِنّا عِصَابَةٌ ** لهانَ علينا، يومَ ذاكَ، ضرابها